يتبين بذلك أن المقارنة -التي مع الأسف وقع فيها كثير من الناس ولا يزالون- بين معارف وعلوم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وما جاءوا به، وبين ما جاء به اليونان وغيرهم ومن بعدهم من الفلاسفة -حتى من يُدعون: الفلاسفة الإسلاميين- مقارنة جائرة وغير صحيحة, إلى حد أن الذين يدّعون الحكمة المشرقية أو الإشراقية مثل:
الرازي وأتباعه و
ابن سينا ، أو من جاء بعد ذلك بحكمة
أرسطو مثل
ابن رشد وأتباعه.. فكلا المجموعتين وقعتا في خطأ مشترك وضلالة كبيرة جداً في المنهجية العلمية البحثية؛ فضلاً عن القضية الإيمانية الاعتقادية، ونحن لا نتكلم عن النيات؛ بل كثير منهم -كما يظهر في وصية
الرازي وغيره- يظن أنه ينصر الحق وينصر الدين؛ لكنه بهر وأعجب بالحضارة القديمة وبالفكر القديم وبالفلسفة القديمة، وهي لا تكاد أبداً أن تذكر ولا تساوي شيئاً إذا ما قورنت بحقائق وأنوار القرآن والوحي القرآني والوحي النبوي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.