فكيف بمن يعاديهم أو ينابذهم أو يناوئهم؟! فكيف بمن لا يتفق معهم في شيء إلا ما يزعمه مما يظهره البعض فيقول: إنه خوارق أو معجزات؟! مثل: ما يفعله المشعوذون والسحرة والكهنة، وقد يتحدون به الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم؛ كما فعل فرعون والسحرة في ظنهم أن بإمكانهم أن يتحدوا آيات الله، وكما فُعل أيضاً في أيام المسيح عليه السلام، وكما أراد مسيلمة أن يأتي بشيء من مثل القرآن؛ ولكن الفرق يظل جلياً واضحاً، بحيث لا يمكن أن يختلط إلا لو اختلطت الشمس في رابعة النهار بالظلام في الليل، فالأمر والفرق كبير جداً.
لا حاجة في الحقيقة إلى الخوض الذي خاضه المتقدمون من علم الفلسفة, وعلم الكلام في مسألة الخوارق أو المعجزات, وهل تشتبه أو تختلط الآيات والبراهين؟! لأن الله لم يسمها معجزات؛ بل سماها آيات وبراهين تدل على صدق الأنبياء، لا يمكن أن تختلط بما يفعله المشعوذون أو الكهان أو الدجالون؛ إلا على أعشى البصر والبصيرة, الذي لا يستطيع أن يميز بين هؤلاء وبين هؤلاء.
وعندما نتكلم نحن في هذا الزمن حيث ارتقت العلوم والمعارف والفلسفات, وحيث ابتعد الناس حقيقة عن الإيمان بالخوارق أو المعجزات؛ نجد أن المعجزة النبوية أعظم وأعظم؛ فيما جاء به الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهي أكمل ما تكون فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع