نموذج مما تحدث به الباحثون عن قصة الحضارة
لما نرجع إلى ما تحدث به الباحثون نجد مثلاً أن في قصة الحضارة -نفس المنطقة تقريباً التي كان يسكن فيها الإمام عبد الله بن المبارك- يتحدث ويل ديورانت أن من أقدم الأماكن الحضارية أو ما يقول به الكثير منهم، أن موطن الإنسان القديم العملاق كان في وسط آسيا ، هناك من يقول: تركيا , وهناك من يقول: الحبشة , لا اعتراض لنا على هذا، المهم أن نعتقد ونقول: أنها جزيرة العرب؛ لكن امتدوا في الأرض, وامتدوا في الآفاق.فيقول: إن مدينة يكترا مساحتها يمتد قطر دائرتها اثنين وعشرين ميلاً, يعني: أكثر من خمسة وثلاثين كيلو! يعني: مدينة في تلك الأزمان السحيقة -البعض يرجعها إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد - يعني: أحد عشر ألف سنة من الآن أو نحو ذلك, ويكون قطرها خمسة وثلاثين كيلو متر!ثم يذكر عِظَم الآثار التي وجدت -طبعاً حتى لو قدرناها أنها أربعة آلاف متر كما يرى هو وغيره- المهم أن هناك شيئاً بالفعل يشد الانتباه والنظر في تلك المناطق, ولو نقب -وقد بدأ بعد انهيار الشيوعية بالتنقيب أكثر وأكثر- لوجد أعظم وأعظم, مما يدل ويؤكد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلق آدم طوله ستين ذراعاً؛ فما زال الخلق ينقص).فمعنى ذلك: أن هذه الأمم العظيمة التي عاشت سواء كانوا في أواسط آسيا أو في تركيا أو في اليمن أو في بلاد الشام أو في أي مكان؛ أنهم فعلاً أمة عظيمة هائلة وجدت, وأنها كانت على هذا القدر من العظم والخِلْقة.