فعلى سبيل المثال: اعتمد المصريون القدماء السنة الشمسية اعتبارياً -يعني: عددياً- فجعلوا السنة ثلاثمائة وستين يوماً؛ مقسمة إلى اثني عشر شهراً، وكل شهر جعلوه ثلاثين يوماً, وأضافوا خمسة أيام فجعلوها أعياداً, بحيث تصبح السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً.وبالنسبة للبابليين الذين اعتمدوا التقويم القمري تكون السنة لديهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوماً, فإذا أضيفت أعياد أو إذا أضيف كبس تصبح ثلاثمائة وستين يوماً.والرومان أجروا عدة تعديلات: التعديل الجيولياني أو التعديل الجورجي المتأخر عند ظهور
النصرانية، ففي كل مرة يكون هناك تعديلات. ومن الطريف في هذا أن البعض لا زال يفتخر بأن البابليين استطاعوا التوفيق بين الحساب القمري والحساب الشمسي؛ بأن جعلوا في كل تسع عشرة سنة سبعة أشهر، وهذه السبعة الأشهر تقارب أو تكمل هذا. وهناك من جعل المدة أوجز من ذلك كالرومان مثلاً؛ فالرومان وجدوا أن الفرق بين السنة القمرية والسنة الشمسية أحد عشر يوماً، والواقع أنه ليس أحد عشر يوماً بالدقيقة تماماً؛ لكن تقريباً، فجعل الرومان طريقة عجيبة؛ وهي أنهم يأتون إلى سنة من السنوات ويجعلونها قمرية, ويكون مجموع الأيام ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوماً, وفي السنة التي بعدها يضيفون إليها اثنين وعشرين يوماً -يعني: أحد عشر يوماً للسنة الماضية, وأحد عشر يوماً لهذه السنة- فتكون هذه السنة ثلاثمائة وسبعة وسبعين يوماً, وفي السنة الثالثة ترجع ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوماً, وفي السنة الرابعة لا يجعلونها ثلاثمائة وسبعة وسبعين مثل الثانية؛ بل يضيفون يوماً من أجل الكبس؛ حتى يتم التوازن, فتكون ثلاثمائة وثمانية وسبعين يوماً!فهذه أمثلة للاضطراب والخلل الذي يحصل عند محاولة البشر الوصول إلى الدقة في هذا الشأن.