يتطابق هذا مع نظرية يونانية معروفة أثرت في الفكر الغربي تأثيراً كبيراً، والتي مع ما ورد في التوراة جعلت العلم والدين ينفصلان انفصالاً كثيراً ترتب على ذلك آثار سيئة، وهي نظرية بروميثوس الذي سرق النار من الآلهة، وأن الرب -كما تصوره الأساطير اليونانية- تعمّد تجهيل الإنسان، ولم يرد أن الإنسان يأخذ النار؛ لأنه لو عرف النار فسوف يرتقي ويتحضر ويتغلب عليه، لكن استطاع بروميثوس أن يسرق النار وبعد ذلك عوقب بعقوبة شديدة؛ عاقبته بها الآلهة أو الأرباب كما يزعمون.
من التكوين النفسي الديني, وكذلك التكوين النفسي الأسطوري نشأ لدى الإنسان الغربي, ولدى الحضارة الغربية الشعور بأن أي تقدم وأي اختراع فهو قهر للطبيعية, قهر للرب، وكأنه يغتصب اغتصاباً, وليس منة من الله تبارك وتعالى وعطاء ورحمة وتعليماً كما جاء في القرآن.
أيها الإخوة والأخوات! نتوقف هنا بعد أن رأينا كيف يلتقي المنهج العلماني اللاديني مع المنهج المحرف أو الدين المحرف؛ في هذه النظرة القاتمة والمعتمة لنشأة الحضارة, ولتطوّر الإنسان، على أمل أننا بإذن الله تبارك وتعالى نبين النظرة الإسلامية وفق التصور الإسلامي الصحيح؛ الذي لا يمكن للعقل أن يرده بأي شكل من الأشكال.
نسأل الله أن يوفقا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح والهدى القويم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع