عمر آدم عليه السلام وفترة استمرار الخليقة على التوحيد بعد موته
فآدم عليه السلام -ونحن لن نتكلم عن حياته في الجنة- كما نعلم بالحديث الصحيح الذي أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم؛ (أنه عاش على هذه الأرض أو كتب عمره ليعيش فيه هذه الأرض ألف سنة)، وألف سنة بالسنوات المعروفة لدينا طبعاً على الأرض، فإذاً الأيام هي بالأيام المعروفة لدينا, في الحديث أنه (أعطى نبي الله تبارك وتعالى داود أربعين سنة من عمره)، فعلى ظاهر الحديث أنه لم يعش الألف سنة كاملة، وإنما تسعمائة وستين عاماً عاشها آدم عليه السلام، إذاً هذه فترة معروفة.هناك فترة معروفة بعد هذا, وأمد بعد هذا، وهو في الأثر الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه (أنه كان من بعد آدم عشرة قرون على التوحيد, ثم وقع الشرك فيهم, فأرسل الله تبارك وتعالى نوحاً عليه السلام).إذاً: لدينا عشرة قرون على التوحيد من بعد آدم عليه السلام من ذريته، هذه القرون العشرة الله أعلم كم كانوا يعيشون؟! لكن نعرف من خلال عموم الأدلة أن أعمارهم أيضاً كانت طويلة. وفي الأثر الذي ذكرناه عن ابن عباسلم يقل: عشرة ملوك؛ لكن في التاريخ الأسطوري -كما رأينا في الحلقة الماضية- أن هناك عشرة ملوك أو عشرة قرون، وأنهم عُمّروا أربعمائة واثنين وثلاثين ألف سنة, ونحن لا نجزم بهذا؛ لأنه ليس لدينا شيء ثابت من الكتاب والسنة عن هذا؛ لكن هل العشرة هم العشرة أو غير ذلك؟ الله أعلم.إنما المهم أن هناك حقبة طويلة لا يعلم مداها إلا الله تبارك وتعالى؛ ظلت فيها البشرية على التوحيد (( كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ))[يونس:19], ما في سورة يونس (فاختلفوا) يوضح ما في سورة البقرة (( فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ))[البقرة:213], يعني: اختلفوا وقعوا في الشرك فبعث الله النبيين وأولهم نوح عليه الصلاة والسلام. فإذاً من هنا نعرف أنه بالإضافة إلى عمر آدم عليه السلام ليس كما في التوراة ؛ بل هناك هذه القرون وهي الأجيال الطويلة الأمد التي لا يعلم مداها إلى الله تبارك وتعالى عشرة.