فلنقرأ القصة كما جاءت في الكتاب المقدس عندهم، ونستطيع بإذن الله تبارك وتعالى أن نقارن وأن نتأمل مقدار التحريف والبعد عن الحقيقة.في التكوين في الباب الحادي والعشرين يقول الكتاب: ورأت
سارة ابن
هاجر المصرية أنه يلعب مع ابنها إسحاق -وقضية اللعب لا تهمنا؛ بل المهم أنها رأت إسماعيل وإسحاق- فغارت -يعني: أخذتها الغيرة الشديدة مِمَن كما يزعمون؟- فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها؛ فابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق. فهنا نلاحظ أن كل ما في أدمغتهم وفكرهم وكل ما يهمهم الإرث والميراث والوعد والميعاد، فليست القضية عندهم أن نبياً كريماً يولد له نبيان كريمان: غلام عليم، وغلام حليم، فلا ينظرون لشيء من هذا؛ بل القضية عندهم الإرث والميراث. ثم يقول الكتاب: إن إبراهيم تألم من هذا الكلام, وتعجب؛ ولكن أوحى إليه الله تبارك وتعالى حتى يذهب عنه الألم والتألم وقال: لا يسوءك هذا الكلام -يعني: يا إبراهيم- اسمع لكل ما تقوله لك
سارة , واذهب بابنك حيثما تقول, -يعني: الخليل عليه السلام رأى أنه ليس عدلاً أن يطرده وأمه؛ لكن الله أوحى إليه: أن امتثل لما تقول لك- فبكر إبراهيم في الغد وأخذ خبزاً وقربة ماء فأعطاهما لـ
هاجر, ووضع الصبي على كتفها وصرفها وأعطاها؛ فمضت تهيم على وجهها في صحراء بئر سبع, -لاحظ هناك: النقب أضافوها إضافة, وهنا أضافوا بئر سبع؛ حتى نُرجع القصة كلها إلى
فلسطين - ونفد الماء من القربة؛ فألقت
هاجر الصبي تحت إحدى الأشجار فمضت فجلست قبالته على بعد رميتي قوس وهي تقول في نفسها: لا أريد أن أرى الولد يموت.. وأخذت تنتحب وتبكي.. فبعد ذلك سمع الله تبارك وتعالى صوت الصبي فنادى ملاك الله -أي: الملك-
هاجر من السماء, وقال لها: ما لك يا
هاجر ؟ لا تخافي, سمع الله صوت الصبي حيث هو, قومي فاحملي الصبي وخذي بيده فسأجعله أمة عظيمة, وفتح الله بصيرتها فرأت بئر ماء فمضت إلى البئر وملأت القربة ماء وسقت الصبي, وكان الله مع الصبي حتى كبر فأقام بالصحراء. أين؟ بالصحراء, ولاحظنا في الخريطة التي أوردها المصدر التي ترجمته
المعين على فهم الكتاب أن أدوم وعلى جنوب أدوم التي هي منطقة شرقي
الأردن الصحراء.وكان رامياً بالقوس -وهذا جاء ثابتاً في الحديث- وحين أقام بـ
صحراء فاران أو
فارن زوّجته أمه بامرأة من أرض مصر.إذاً:
فارن والصحراء ارتبطت ببئر سبع! إذاً: القصة كلها هنالك, لا يشار بأي حال أو بأي شكل من الأشكال لا إلى بناء بيت الله ولا إلى الكعبة أو إيمان
هاجر .