السؤال: فضيلة الشيخ! عند الحديث عن التعامل الإيجابي للأزمات؛ نجد أن هناك مفاهيم ومصطلحات عائمة تُمارس دون أن يكون لها معاني محددة, مثل: مفهوم التقارب والوحدة والأولويات وترتيب العداوات, وغيرها من المصطلحات؛ فهل يمكن طرح رؤيتكم لمدلولها الشرعي؟
الجواب: مما ينبغي أن يُعلم -أيها الإخوة- أن المصطلحات غالباً ما تثير إشكالات، ولا سيما ما استجد منها, وبعضها يدخل -كما هو معلوم في دروس العقيدة- في الألفاظ المجملة التي تحتمل الحق وتحتمل الباطل, مثل: ما المقصود بالتقارب؟ وما ترتيب الأولويات؛ فلا يفهم خطأ هكذا.
القاعدة في هذا -وهو الأمر المهم- أن العبرة بالحقائق ليس بالأسماء؛ فإذا وجدنا أن مصطلحاً أو اسماً قد يحدث لبساً فلنلغه, فنحن لم نتعبد إلا بما جاء في الكتاب والسنة؛ لكن لو وجدنا من يريد أن يقوم بفعل ليجمع الأمة أو يجتهد في إيجاد مصطلحات تجتمع عليها الأمة, أو يجتمع عليها الفكر, أو تؤسس لثقافة جديدة للأمة, وفكر جديد, ومنهج دعوي علمي جديد؛ فلا شك أنه لا بد من وضع مصطلحات؛ بل الواقع المشاهد أنك قد تأتي بكلمة عابرة لم تقصدها أن تكون؛ ولكن في النهاية تصبح مصطلحاً بحكم التكرار.
إذاً: نرجع إلى القضية الأساس؛ وهي أنه في كتاب الله تبارك وتعالى الغنية والكفاية -والحمد لله- وأيضاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الغنية, ونضم إلى ذلك أن يكون على فهم السلف الصالح وتجربته, فنجد أننا ممكن أن نوجد في هذا الشأن مجالات كبيرة وكثيرة للإبداع, ولتحقيق المصالح سواء كانت ترتيب أوليات, أو كان خير الخيرين وشر الشرين, أو بيان واجب الوقت المتعين في الوقت اللحظة وإن كان غيره يجب لكن في وقت آخر, وأي أمر من هذه الأمور التي لا بد منها.
على كل حال ليست مشكلتنا هي في وضع المصطلح أو نحوه بقدر ما تكون المشكلة في أننا نضع الحل الصحيح, ونضع المخرج الصحيح في هذه الأزمات, وفي هذه الفتن, أو منهج التعامل الصحيح في هذه الظروف وفي هذه المرحلة بالذات.