السؤال: فضيلة الشيخ! هل ترون إذاً أن المرحلة الراهنة تتجاوز الحركات والجماعات بحيث يصبح العمل الدعوي ظاهرة شعبية وليس حزبية, حيث يلاحظ الكثير من شباب الصحوة في كثير من الدول ترك العمل مع تلك الجماعات وأقصد بالأخص طلبة العلم؟ الجواب: أوافق الأخ الكريم على أن الأمة تجاوزت أو في طريقها إلى تجاوز الأطر الضيقة سواء كانت أحزاباً أو جماعات أو أطر عمل, فلا شك أن هذا حادث, وأن هذا هو أحد براهين وبواعث الأمل التي أشرت إليها في أول كلامي, فنحن -والحمد لله- نشهد صحوة متنامية تفوق كل طاقات العمل الإسلامي, وتتخطى وتتجاوز إيجابياً كل المخططات التي كانت تخطط لها الجماعات أو المفكرون أو البرامج للعمل الدعوي المؤطر في حزب أو جماعة. لكن أقول: إن ترك الجماعات أو ترك الوسائل أو الحركات التي ذكرها الأخ ليس ضرورياً بهذا الشكل؛ بل نحن نقول: إنه يمكن أن يكون توسيع المجال وإنارة الأفق أكثر فأكثر, وتنويع الاجتهادات داخل الجماعة أو الحركة أو المجال الذي تعمل فيه هو الأكثر إيجابية في هذا الشأن؛ لأنه ليس الغرض هو تثبيت الكيانات القائمة, الغرض هو أن تنصهر بإيجابيتها وبقوتها فيما هو أكبر منها وأشمل وأقوى لنصرة هذا الدين, والقيام به بإذن الله تبارك وتعالى.