السؤال: فضيلة الشيخ! هل يمكننا القول بأننا نعيش مرحلة اتفاق عامة الأمة واختلاف علمائها؟
الجواب: أعتذر للأخ, وأقول: لا. فليست القضية هكذا, ولا ينبغي في هذا الأمر أو في غيره تبسيط الأمور في عبارات أو في قواعد أو تقعيدات مطلقة أو عامة أو مجملة, فالقضية أكبر من ذلك وأعقد.
أنا أقول للأخ الكريم ولغيره: نحن الأمة الإسلامية جميعاً -ولله الحمد- نعيش نهضة مباركة عامة متنوعة, وتنوع الاجتهادات هو أحد مظاهرها, واختلاف وجهات النظر هو أحد أسباب ثرائها, وهو أحد الملامح الواضحة الدالة على أننا في مرحلة تجديد؛ فمن أهم شروط التجديد الإبداع والاجتهاد؛ لكن بعيداً عن الابتداع, وبعيداً عن الهوى، فالأمة الإسلامية التي غابت عن الواقع أو تضاءل دورها قروناً تريد الآن أن تنهض وأن تثب -والله الحمد- وثبة قوية عالية.
ومن هنا فإن تعدد وجهات النظر أمر طبيعي, والأمة تبع لعلمائها في الغالب؛ فتعدد وجهات النظر موجود لدى العلماء كما هو موجود أيضاً لدى العامة, واتفاق عامة الأمة الآن -العلماء والعامة- على أمر هو أمر وشيء عظيم, ومثل ذلك: اتفاقها على ضرورة المواجهة.. اتفاقها على أن يكون لنا دور في الأحداث.. اتفاقها على أن عداوة أهل الكتاب قد كشفت, وغير ذلك من هذه الأمثلة؛ فهذا دليل خير، ويتفق عليه الجميع.
أما اختلاف العلماء الذي ينذر بالمخاطر كما قد يظن فلا يوجد والحمد لله؛ بل بالعكس, فالذي يبدو في هذه الأيام هو أن التقارب أكثر بكثير -ولله الحمد- من أوجه الاختلاف.