المقدم: نريد من فضيلة الشيخ في ختام اللقاء كلمة توجيهية إلى أخواتنا الكريمات على الثبات على الحق, وعدم التنازل مع ضغوط الواقع وكثرة الفتن والشبهات, جزاكم الله خيراً.الشيخ: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا ولكم، وأنا الحقيقة أشكر الأخوات الفاضلات، فقد فوجئت بحجم الحضور ما شاء الله تبارك الله! نسأل الله أن نكون عند حسن ظنهم، وأن ينفعنا وإياكم بما نسمع ونقول.ميزة هذه الأمة أيها الإخوة والأخوات! أنها كما قال
ابن القيم رحمه الله في المثل العربي القديم: تمشي رويداً وتجيء في الأول، ولا يمكن لأحد أن يمشي رويداً ويجيء في الأول إلا إذا كان هناك سر خاص ومعجزة خاصة ومدد خاص غير ما يراه الناس، هذا المدد هو الإيمان بالله, والثقة في وعد الله, والصبر على ما ننال أو يظهر في هذه الحياة الدنيا، وعدم التعجل كما أشرنا وذكرنا. أن نقف عند حدود الله ونراعيها، وأن نأتي بكتاب الله تعالى ونضعه نصب أعيينا، فما أحل أحللناه, وما حرم حرمناه, وما أمر به التزمنا, وما نهى عنه اجتنبناه, وما وسع وأفاض فيه وسعنا وأفضنا, وما أجمل أجملنا في كل نواحي الحياة. وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم هي المعلم الهادي الواضح النير في هذا، أي جهد نبذله -إن كان مركزاً أو موقعاً أو محاضرة أو أي شيء- فإننا نأخذ نماذج من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونضعها معالم له، علمها من علمها, وجهلها من جهلها، فهو القدوة الكامل في كل شيء؛ في السياسة.. في الإدارة.. في التعامل.. في المنزل.. في العبادة.. في العلم.. في كل شيء, وصحابته رضي الله عنهم نموذج للتطبيق العملي.لا بد أن نقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة بمعنى: ألا نكتفي بقراءة العلم المجرد أو الفقه المجرد على أهميته؛ بل نقرأ معه كيف فهمه الصحابة؟ وكيف تلقوه؟ وكيف طبقوه؟ وكيف نأخذ من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما نواجه به هذه الفتن؟ التي هي فعلاً في زمان الفتن، لكي نلقى الله تعالى وقد أعذرنا إلى الله من أنفسنا بقدر ما نستطيع من الجهد، لا نحقر الكلمة, لا نحقر الهدية, لا نحقر النصيحة, لا نحقر الدعوة, لا نحقر أي عمل من أعمال الخير، تبسمك في وجه أخيك, أو نصيحتك لأي أحد لا تحقرها. لا تكون الدعوة عندنا منحصرة في أنك تلقي كلمة أو محاضرة وإلا فأنت لست بداعية، أو الاحتساب؛ أنك تنكر المنكر, وتبلغ عن صاحب جريمة, وإلا فلست من أهل إنكار المنكر, لا, أبداً. أمر النصيحة والدعوة أعم من هذا كله، حتى تأليف عاصي أو فاجر أو فاجرة, وتأليفها على الخير ونصحها به، والتعاون معها بلطف وبإحسان وبخير لكي تكسب قلبها، هذا إن شاء الله من أبواب الخير الكثير, الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لها، وأسأل الله سبحانه وتعالى دائماً أن يكون مستصحباً في قلبي بالدعاء لكم والمحبة لكم في الله عز وجل, وأن يجمعنا بهذه المحبة في جنات نعيم, إنه على كل شيء قدير, والحمد الله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.المقدم: جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء على هذه المحاضرة الطيبة القيمة, وهذه الإجابات الشافية, ونعتذر للأخوات اللاتي لم ترد أسئلتهن, وقد طلب فضيلة الشيخ جميع الأسئلة حتى تكون محل عناية واهتمام واستفادة إن شاء الله, ونشكر كذلك الشيخ الدكتور الفاضل
عبد الكريم على قيامه بفرز هذه الأسئلة, ومرة أخرى نشكر فضيلة الشيخ, ونشكركم جميعاً, ونصلي ونسلم على نبينا محمد, وعلى آله وأصحابه أجمعين.