المادة    
لا أريد أن أطيل في مسألة كيف يمكن أن نقاوم؟ فكل الإخوة والأخوات يدركون هذا؛ بل يعايشونه ويعاينونه، أنا أريد فقط أن أعظ نفسي وإخواني موعظة لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها. وهو: ما يتعلق بالتعامل فيما بيننا -وليعذرنا الإخوة أنا أكرر هذا الكلام في عدة أماكن، ولعل التكرار إن شاء الله ليس من باب الإملال، ولكن لأهمية أن تكون العلاقة فيما بيننا جميعاً كل من يدعو إلى الله- أن تكون العلاقة بيننا علاقة المحبة, وعلاقة المناصحة, وعلاقة التأييد، لا يكون بيننا لا تباغض ولا تحاسد, ولا نوع من الجرح أو التنفير إن شاء الله تبارك وتعالى، بالعكس كل من كان على ثغرة, وعلى شعبة من شعب الإيمان, وبقدر ما عنده من الشعب نحبه، ولو كان على أدنى شعب الإيمان؛ إماطة الأذى عن الطريق, ويعمل من أجلها في المجتمع؛ ندعو الله له بالتوفيق, ونسأل الله أن يوفقه, وقد يدخل بها الجنة بإذن الله تبارك تعالى؛ لأن الجنة عند الله, والله تبارك وتعالى يثيب المخلص على أي عمل خالص يعمله. أكبر خطأ يرتكب وخاصة في مثل مرحلتنا هذه في المواجهة أو الدعوة؛ أن يظن الواحد أن عمله هو المنهجي النموذجي الكامل مقابل أن غيره على خطأ، فكونك تعتقد أن ما تعمله كاملاً وصواباً -طبعاً لولا هذا الاعتقاد ما أحد منا يعمل أي شيء- لكن ضع في حسابك أن هناك مثلك أو أفضل منك، وأقل شيء أن نضع في حسابنا أن غيرنا ليس معيار نجاحه أو إيمانه أو قبوله عند الله هو معياري أو عملي أنا، إنما المعيار ما عند الله تبارك وتعالى من التوبة والإخلاص وصواب العمل, نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لذلك إنه على كل شيء قدير. المقدم: جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء على هذه الإبانة والتوضيح الطيب المبارك.