الشيخ: فهنا نلحظ إلى أي مدىً يريد هؤلاء أن يعيدونا, وإلى أي هاوية يريدون أن يضعوا فيها هذه الجماعة البشرية، بعد أن حررها الله تبارك وتعالى بالإسلام، وبعد أن بعث إليها هذا الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وكتاب الله يتلى بين أيديها، وهذا لن يكون إن شاء الله، لكن نحن يجب أن نستحث الهمم, وأن نعلم أن هناك مؤامرة كبرى، وأنا لا أحتاج أن أدخل في نفق: هل هي مؤامرة أو غير مؤامرة كما يقولون؛ لأن الذين يبحثون عادة في هذه النظرية إنما يناقشون القضية من مسألة التفكير والتخطيط البشري، أما من كان يؤمن بالله تبارك وتعالى وبكتاب الله, وما ذكر الله تبارك وتعالى عن الشيطان وأوليائه، فلا تحتاج المسألة عنده إلى أن يفكر فيها أصلاً، فهو يعلم أن الشيطان هو وراء كل هذه الفتن، وله أولياؤه، وله أعداؤه, وقد وضحها الله تبارك وتعالى في كتابه: (( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ))[النساء:27].فهذه عداوة بين المصلحين والمفسدين, وبين من يريد التوبة والطهارة والعفة والفضيلة وبين من يريد الشهوات وإثارة الغرائز والفجور والفسق, كما نلاحظه الآن في هذه المعركة، التي لم يعد هناك نوع من المواربة أو التورية أو المداراة بشأنها، بل إن هناك استهدافاً واضحاً للإسلام من حيث هو الإسلام، وللدين والفضيلة والخلق من حيث هي دين وفضيلة وخلق.