المادة    
إذاً: البدع من أي إنسان أو أي طائفة صدرت فهي غير مقبولة ولا جائزة شرعاً, ونحن لا نريد في هذا المقام الاستطراد في هذه القضية؛ أي: في بيان تحريم البدع, أو ما يقع في هذا الشهر من البدع التي يقع فيها كثير من العوام من مختلف الطوائف؛ وإنما في الحقيقة أننا نريد أن نوجه نصيحة خاصة أخوية إلى كثير من المسلمين المترددين أو الحيارى في شعيرة يقوم بها بعض الناس في هذا الشهر, وهي: المآتم والحزن الذي ابتدعوه ولم يشرعه الله تبارك وتعالى، كما سنبين من كلام الأئمة والعلماء أهل الشأن في هذا الخصوص.
المقصود: أننا عندما نتحدث عن هذا فإننا لا نريد بذلك أن نفضل طائفة على طائفة, أو نوعاً من البدع على نوع، بل نحن ننكر البدع جميعاً, ونحن ندعو المسلمين جميعاً إلى تركها أياً كان فاعلها, ونحن نعلم أن فيمن يدَّعون أنهم من أهل السنة أو أهل الولاية أو أهل القرب أو الدعاوى الأخرى كالأقطاب والأوتاد والأبدال وما أشبه ذلك؛ نعلم أن فيهم من البدع ما هو أكثر من هذه البدعة وأعظم وأطم؛ ولكن نحن نريد أن ننبه فقط في هذه المناسبة لقرب العهد ومناسبة الشهر, ثم كل القضايا الأخرى لها وقتها من الحديث سواء منها ما فعلته طائفة من المسلمين أو ما فعلته طائفة أخرى.
نحن نتحدث في الحقيقة بالخصوص عن مسألة يخفى على بعض المسلمين حكمها عند أئمة المذهب الشيعي, وهي ما يكون في هذا اليوم من الشعائر، التي سوف نرى عن طريق العلم الموضوعي والمحايد أنها ليست من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أوصى بها علماء وأئمة الشيعة الأولون من المنسوبين إلى أهل البيت ولا من غيرهم.