المادة    
نرجع أيضاً للعلة التي ذكرها في آخر الكلام، والتي هي مثل العلة في كنعان, لم تفتعل هذه الحكايات؟!
كنعان من أجل إثبات عداوة الكنعانيين, لعنة الكنعانيين، شناعة الكنعانيين, أنهم أمة شريرة, أنها أمة تستحق الإبادة.. عرفنا ذلك. ما الشعوب التي تأتي في قصة لوط ويريد اليهود أن يشنعوا بها أيضاً، وأن يجعلوها في مثل تلك المنزلة الحقيرة المستحقة للعن والوعيد؟!
يشرح ذلك فيقول: إن الموآبيين والعمانيين -الذين بلدهم الآن عمّان التي هي عاصمة الأردن اليوم.. شعبان من الشعوب التي كانت تسكن في تلك المنطقة- يريد أن يجعل هذه الشعوب كما كان كنعان وكما تكون شعوب كثيرة في التوراة شعوباً مدنسة وشعوباً نجسة، ويمكن لكل واحد أن يعيرها بأنها نشأت من هذا العمل الشاذ, ومن هذا السفاح المقيت الذي تنسبه التوراة إليهما، وبالتالي فهذا ما فعله لوط وابنتاه وهو ابن أخ إبراهيم عليه السلام -طبعاً حسب ما يقولون لا ننفي ذلك ولا نثبته، نعم نثبت أن له قرابة وصلة وهي صلة أعظم من كل القرابات, وهو أنه كان مؤمناً آمن لإبراهيم عليه السلام وهاجر في ذات الله تبارك وتعالى معه.