المادة    
على أية حال؛ الذي يهمنا نحن في هذا الموضوع هو أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر قوم عاد وعِظم خِلقتهم، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم عِظَم خِلقة آدم عليه السلام، وأن ما نعتقده في القرآن وفي السنة من هذه الأمم العظيمة التي قبلنا وما ممكنهم الله تبارك وتعالى فيه، وما بنوه في اليمن و الشام و العراق ووسط آسيا وغيره، وما هو موجود من قبورهم وعظامهم وآثارهم، كل ذلك يؤكد حقيقة عظيمة جداً وهي: أن الوحي الصادق الذي جاء في القرآن والسنة هو الحق.
أما الخرافة التي أضيفت إلى الوحي القديم كما أضيفت قصة عوج بن عنق أو غيره إلى ما ذكره، حتى في كتب التفسير الإسلامية بعض الإسرائيليات؛ هذه نشطبها ونلغيها, ولا نقرها ولا نؤمن بها.
تتضح الحقيقة ناصعة بين ما يدعيه أهل نظرية التطور وبين ما يدعيه المخرفون أو أهل الأساطير والتهاويل والإسرائيليات وغيرها، وهي حقيقة تقوم على ظاهر القرآن الكريم, وعلى السنة النبوية الصحيحة، وأن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان خلقاً مستقلاً وكرمه وفضله، وأعطاه هذه القوة والضخامة، وكان من قبلنا ضخام الأجسام وطوال الأعمار، وعوضنا الله تبارك وتعالى والأجيال اللاحقة بالقوة وبالفهم وبالعلم، بالتراكم المعرفي لدى البشرية حتى أصبحنا في الوضع الذي نحن الآن عليه.
نختم هذا اللقاء المبارك إن شاء الله ببعض الطرف -المفيدة أو شيء من هذا- وهو أنه أجري استفتاء في أمريكا عن الإيمان بهذه الهياكل العظمية والمخلوقات القديمة والعمالقة؛ فكان هناك من يؤمن بها، وهناك من يقول: إنها بقايا حيوانات، وهناك من يقول: إنها مشوبة بالأساطير، وطبعاً هناك من يتردد, ومن يتوقف.
إذاً: المسألة لا قطع فيها ولا جزم فيها إلا ما جاء في الكتاب وما جاء في السنة الصحيحة، وما هو متواتر ومشهور عند أهل التاريخ, وعند كافة الشعوب من عظم الأمم التي قبلنا, وما تدل عليه آثارهم لنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الاعتبار بهذه الآثار والأحوال, وأن يجعلنا ممن يستمعون الحق ويستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.