تبقى قضية الآثار، وأعظم الآثار تقريباً -ويمكن أن نقول ذلك بدون جدال- في العالم كله هي الأهرام -وسيأتي إن شاء الله تعالى عند ذكر الفراعنة تفصيل لهذا, فنحن الآن فقط نلمح إلماحة- أعظم ما يقال من الآثار في العالم وهي حقاً عجيبة ومدهشة؛ بل لم تنته أعجوبتها بعد هي الأهرام, وما يوجد في
مصر من المسلات والأعمدة والمعابد، حقيقة أن الأسرار -كما يقال- في الأهرام, واكتشاف اللغات, واكتشاف العقائد والأساطير المحيطة بها شيء ضخم جداً، حتى أن إحصائية أجريت في
أمريكا تشير إلى أن عشرة ملايين أمريكي -وهي قد مضى عليها عدة سنوات- يعتقدون ويؤمنون بأسرار غيبية للأهرام، والبعض يعتقد فيها اعتقادات -تعالى الله عما يشركون- شركية؛ من دعاء الأموات, ومن الاستشفاء بها, ومن اعتقادات باطلة أخرى.المهم أن من زارها من الأمريكيين, واعتقدوا فيها يبلغون عشرة ملايين فضلاً عن غيرهم من شعوب العالم، ولك أن تتخيل هذه الأهمية لهذه الآثار.ذهبت النظريات فيها شتى؛ كيف بُنيت؟ ومن بناها؟ لا يهمنا الآن هذا, -وسيأتي له إن شاء الله شيء من التفصيل عندما نتكلم عن الفراعنة, ونأتي في موقعهم التاريخي- الذي يهمنا الآن فيما يتعلق بهذا هو أن نقول: علاقة هذا بقوم عاد، فمن المحتمل جداً أن يكون الذين بنوها هم فعلاً قبل ما يعرف الآن من التاريخ الفراعنة -قبل الميلاد بـ1300 أو 1400سنة أو ما أشبه ذلك, على ما سنوضحه إن شاء الله تبارك وتعالى- يحتمل أن تكون بالفعل من آثار قوم عاد أو الأمم العظيمة القوية. ولنا أن نستأنس هنا ببعض ما كتبه بعض الباحثين المعاصرين؛ من ذلك الأستاذ:
محمد سمير عطا ؛ فهو ذكر أو نص على أن قوم عاد هم الذين بنوا الأهرام، والدليل على ذلك: وجود آثار لهؤلاء العملاقة، آثار وجدت في
مصر -طبعاً في عدة أماكن؛ منها في
المعادي ومنها في
سوهاج ومنها في منطقة جنوب
الأقصر أو
الكرنك- هياكل عظمية طول البعض ستة عشر متراً، ويربط هذا بقضية أنه لا يمكن أن يكون الذين بنوا الأهرام هم الفراعنة الذين نحتفظ بمومياءاتهم، وهم بالشكل القريب من شكلنا الحالي -هم مثلنا بالضبط تقريباً- إنما هم قوم أكبر من ذلك، وهناك قضايا أخرى في التقنية في نقل الحجارة.. في تقطيعها.. في ترتيبها، قضايا كثيرة جداً تشعرك بأن أمة عظيمة هي التي بنت ذلك، وأن ملايين العمال في حجمنا الحالي لا يستطيعون أن يبنوها في المدة التي ذكرها
هيرودوت , وفي النهاية أن الرمال غطت كثيراً من الآثار، ما لم تغطه الرمال واكتشفه الفراعنة كتبوا أسمائهم عليه كأنهم بنوه، وما غطته الرمال واكتشف حديثاً الآن وجد أنه ليس لهم كتابة عليه؛ مثل: أبي الهول، فهذه في تقديرات الباحث الأستاذ:
محمد سمير عطا تؤكد أن الذي بناها هم قوم عاد، وأن الله تعالى سلط الريح عليها, وأنها ليست كما تنسب أو كما يدعي الفراعنة.