المادة    
فلنعد إلى تاريخنا الإسلامي, وإلى ما ذكره علماؤنا, حيث لا إشكال بين الدين وبين العلم، ولا بين العقل والتجربة, ولا شيء من ذلك، إنما هي حقائق تؤخذ في غاية البساطة, وفي غاية الوضوح. أولاً: ما الذي يجعل هذه الحقائق بسيطة؟! القول أو الاعتقاد بأن هناك من هم أشد منا قوة, وأشد منا بطشاً, وأعظم أجساماً, وأطول أعماراً! هذا ليس فقط معتقداً عربياً أو تقليداً عربياً توارثوه وثبت لديهم! ‏
  1. إثبات العمالقة من القرآن الكريم

    جاء القرآن الكريم فأكده في مواضع كثيرة, وأصبح مما يقرؤه الصغير والكبير؛ أن الذين قبلنا كانوا أشد منا قوة, وأشد منا بطشاً, و(( وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوْهَا))[الروم:9], يعني: على الأقل من نزلت في أيامهم هذه الآيات, (( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ))[سبأ:45], هذا عام (ما أتيناهم)، والمعشار يقول العلماء: عشر العشر، وما ذكر الله تبارك وتعالى عن قوم نوح وقوم عاد -وبالذات عن قوم عاد- كل هذا يعطي المسلمين قناعة بأن القرآن يدل على ذلك؛ فلا يحتاج إلى جدال, ولا يحتاج إلى استشهاد بآثار أو بغير آثار.
  2. إثبات العمالقة من السنة النبوية والآثار

    يأتي أيضاً الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً), فيبين الحديث أن طول آدم عليه السلام كان ستين ذراعاً, وهذا حديث صحيح لا شك في ذلك.
    ثم تأتي أيضاً الأحاديث والآثار عن الصحابة وعن التابعين وعن الوقائع التاريخية أيضاً التي تؤكد أنه فعلاً ولا شك في أن هؤلاء كانوا ضخام الأجسام, وبالذات قوم عاد؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ))[الأعراف:69], وكما جاء في الآية الأخرى: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ))[الفجر:6-7], فهو زادهم بسطة ولم يخلق مثلهم في البلاد! هناك ميزة واختصاص لقوم عاد في هذه القوة, وفي هذه الضخامة، حتى أنه لما أهلكم الله تبارك وتعالى شبههم: (( كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ))[الحاقة:7], والنخل معروف ضخامته وطوله، وهذا دليل على ضخامة أجسادهم أيضاً.
    إذاً نستطيع أن نقول: من خلال ما هو ثابت ديناً وتواتراً في التاريخ -وأيضاً وقائع سنذكر لكم بعضها الآن إن شاء الله تعالى- أنه لم يكن هناك أي إشكالية عند الناس في أن قوماً قبلنا كانوا أكبر منا, وأعظم منا, ولا سيما قوم عاد.