يأتي أيضاً الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً), فيبين الحديث أن طول آدم عليه السلام كان ستين ذراعاً, وهذا حديث صحيح لا شك في ذلك. ثم تأتي أيضاً الأحاديث والآثار عن الصحابة وعن التابعين وعن الوقائع التاريخية أيضاً التي تؤكد أنه فعلاً ولا شك في أن هؤلاء كانوا ضخام الأجسام, وبالذات قوم عاد؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ))[الأعراف:69], وكما جاء في الآية الأخرى: (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ))[الفجر:6-7], فهو زادهم بسطة ولم يخلق مثلهم في البلاد! هناك ميزة واختصاص لقوم عاد في هذه القوة, وفي هذه الضخامة، حتى أنه لما أهلكم الله تبارك وتعالى شبههم: (( كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ))[الحاقة:7], والنخل معروف ضخامته وطوله، وهذا دليل على ضخامة أجسادهم أيضاً.إذاً نستطيع أن نقول: من خلال ما هو ثابت ديناً وتواتراً في التاريخ -وأيضاً وقائع سنذكر لكم بعضها الآن إن شاء الله تعالى- أنه لم يكن هناك أي إشكالية عند الناس في أن قوماً قبلنا كانوا أكبر منا, وأعظم منا, ولا سيما قوم عاد.