المادة    
هنا ملحظ مهم جداً يتعلق بأهمية تنقية الأديان من البدع, وهو أن الشريعة التي كان عليها اليهود , وبقيت في التوراة لم ينسخها المسيح عليه السلام، فهو صرح وقال: ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمل؛ والناموس بمعنى: الشريعة؛ لكن بولس نقض الناموس نقضاً صريحاً, وأصبح مشهوراً جداً في الديانة النصرانية أن التبرير، والتبرر, والتقوى, والخير ليست في الشريعة أو في اتباع الشريعة, وإنما هي في الإيمان، وحارب بولس الشعائر الشرعية محاربة شديدة, ومن ذلك: الختان -وهذا سيأتي له ذكر إن شاء الله- ومن ذلك أيضاً: محاربة التطهر من النجاسة، فهم يقولون: إن النَّجِس ما يخرج من الأعلى لا من الأسفل، فعلى ذلك يدخلون إلى كنائسهم وهم غير متطهرين بأي نوع من أنواع الطهارة, ولا يغتسلون من الجنابة، ولم ينسخ ذلك نبي من الأنبياء, ولو فتحتم أي إذاعة تنصيرية بالعربي أو بغيره تجدون إلحاحاً شديداً على أن التطهر لا يكون بالشريعة وإنما هو بالإيمان, وما المعارضة بين الإيمان وبين اتباع الشريعة؟! لا معارضة أصلاً؛ فعلى الإنسان أن يتحلى بآداب الشريعة بأن يتطهر وأن يختتن وأن يتنظف, فهذه شعائر أو شريعة ومع ذلك الإيمان بالله سبحانه وتعالى على الحقيقة، أما عندهم فالإيمان بمعنى: الإيمان بأن المسيح هو المخلص ولا شريعة, إذاً هذا ليس ديناً.
على كلٍ ليس المقصود الآن نقد الدين النصراني , فله إن شاء الله موضعه, وإنما المقصود بهذا بيان خطورة الابتداع, وإلى أي حال يؤول بالناس بسببه.