المادة    
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها الإخوة والأخوات! فقد كان موضوع اللقاء الماضي هو التقويم, ونعني به: كيف تحسب الأمم القديمة -ومنها هذه الأمة- حسابها, وتعرف مواقيتها الدينية والدنيوية، وهنا ننبه إلى أن ما يتعلق بالتنجيم -وهو هذا الداء الخطير الذي تفشى في الأمم القديمة ولا يزال في الأمم المتحضرة كما تسمى- لن نتعرض له الآن, ولم نتعرض له في الحلقة الماضية، أي أن الكلام محصور في الفائدة المرجوة الدنيوية في التاريخ، يعني: الفائدة من التاريخ من حيث هو تاريخ، لا من حيث ما عُلق بالنجوم والكواكب مما لم يخلقها الله تبارك وتعالى لأجله، ولا شأن لها به إلا الخرافة والأوهام والشياطين وإضلالهم لبني آدم، كما حدث لقوم إبراهيم عليه السلام وغيرهم. هذا الموضوع -أعني: موضوع التنجيم- قد يأتي له إن شاء الله تبارك وتعالى حلقات نوضح فيها أصله وحقيقته وحكمه الشرعي.