المادة    
مما يُؤسف له أن بعض المسلمين لا يشكرون هذه النعمة؛ فنجد أن هناك انسياقاً وراء التقاويم الغربية مع الأسف الشديد، كما نجد في بعض الدول الإسلامية, فمثلاً: الثورة الليبية أرادت أن تعمل أسماء جديدة على طريقة الثورة الفرنسية والثورة الروسية، منها: شهر الماء, وشهر ناصر -يعني: جمال عبد الناصر- وشهر كذا, فدخلت في نفس المتاهة التي دخلتها الأمم السابقة.
الأمر الذي نحن ندعو أنفسنا وندعو الأمة والعالم كله إليه: أن نعود إلى طريقة الأنبياء في احتساب الأشهر بأن يكون اليوم طبيعياً كما هو معروف, وأن يكون الشهر طبيعياً، أما السنوات فتبقى عددية أي: اعتبارية عقلية، ووضعية اصطلاحية, يتفق عليها, فهذا لا إشكال فيه، وبذلك نكون قد حققنا -ولله الحمد والفضل والمنة- أفضل ما يمكن أن يكون في هذا الأمر، واسترحنا من حكاية الاختلافات الشديدة التي تبنى إما على اعتبار كل الأمور عددية, أو اعتبارها كلها طبيعية، أو محاولة الربط والتوفيق الدائم بين السنة الشمسية والسنة القمرية.