أيها الإخوة! نخلص من هذا إلى أن العصر الحجري أو عصر ما قبل التاريخ مصطلح مُضلل غامض ليس له حقيقة علمية، والنظريات التي تتحدث عن دين الإنسان في هذا العصر -وأنه كان الوثنية أو الطوطمية أو عبادة الأحياء أو الأرواح الأحيائية الأرواحية- لا تقوم على أي برهان علمي، العلم نفسه والبحوث الاجتماعية نفسها في الغرب لا تؤمن بهذا؛ بل بدأت تنتقد وتوضح مخالفته للفطرة السليمة, وأن الجهل والشرك يعتري الإنسانية في كل مراحلها.بمعنى آخر: ثبات الفطرة الإنسانية والنزعة والرغبة البشرية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه، عندما يأتي ذكر الإنسان فإنه يوصف بكل الأوصاف التي هي في الحقيقة النفسية للإنسان أينما وجد في كل زمان ومكان، مثل: أنه ((
خُلِقَ هَلُوعًا ))[المعارج:19], ومثل ((
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ))[العاديات:8], وأنه إذا مسه الضر آمن وإذا مسه الخير كفر، وهكذا، فحقائق نفسية ثابتة في الإنسان من حيث هو إنسان، وفي أي مكان وجد وفي أي زمان ظهر.الخلاصة هذه لعلنا إن شاء الله نكتفي بها في هذا اللقاء, وتكفينا لكي نعرف هشاشة وضآلة وضحالة المعرفة البشرية في هذا الأمر؛ إذا هي تجردت عن الله تبارك وتعالى، وعن دين الله، وعن معرفة الله، وعن تعليم الله تعالى للإنسان، وعن الاعتقاد بتكريم الله تبارك وتعالى للإنسان, وإن شاء الله تبارك وتعالى في حلقات قادمة نأتي على شيء من التفصيل لهذه القضايا الكبرى.نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير, وأن يهدينا سواء سبيل.وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.