المادة    
وبعد ذلك نكتشف أن لدينا في الحقيقة آماداً وأحقاباً طويلة وبعيدة تقترب تقريباً من المعلم الجيولوجي الواضح وهو: عصر الجليد. إذا قلنا: إن عصر الجليد يمتد ما بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد, ويمكن أن نضم هاتين السلسلتين إلى بعضها؛ فنجد أن هناك تقارباً.
وطبعاً نحن نؤكد هنا ونقول: لا يفسر الجليد بأنه الطوفان كما يزعم ويدعي البعض، فالجليد شيء والطوفان شيء آخر في حقيقته وفي ذاته؛ لأن الله تبارك وتعالى صرح في القرآن بأن الطوفان هو ماء؛ فتح أبواب السماء بماء منهمر, وأمر الأرض أن تتفجر عيوناً وتُـخرج منها الماء، فهو ليس جليداً بصريح القرآن, وإنما هو حدثٌ حدث في تلك الدهور القديمة لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى, وقصة الطوفان هي قصة منتشرة وجدها علماء الأنتربولوجيا الثقافية؛ أن كل الشعوب في العالم من شعوب المحيط الهادي إلى أمريكا الجنوبية إلى شعوب الشرق الأوسط كل الشعوب وكل الحضارات تؤمن بالطوفان.
وطبعاً هناك حقائق تاريخية يؤمن بها الجميع؛ منها: أن أب البشرية واحد عند جميع القبائل وعند جميع الأمم، ومنها: أن حدث طوفان عم الأرض جميعاً، حتى أن الملحدين منهم يقولون: هذه ضلالة مشتركه بين الأمم. ونحن نقول: بل هذه حقيقة مشتركة أنزلها الله تبارك وتعالى، وثابتة في أذهان الناس ويتوارثونها جيلاً بعد جيل, مهما انحرفوا عن الحق وعن اليقين وعن الكتاب والسنة.