المادة    
السؤال: سمى الله عز وجل الكتاب الذي أنزل على موسى وعلى عيسى عليهما الصلاة والسلام بـ التوراة والإنجيل، واليوم يسمي النصارى كتابهم بالكتاب المقدس، فبعض الإخوة يتحرج من أن يقول للنصراني: الكتاب المقدس, ومقصده أنه مقدس عنده؛ فهل يجوز للمسلم أن يقول عن كتاب النصارى: الكتاب المقدس؛ لأنه مقدس عندهم، ولا يقصد قداسته، وإنما يقصد التألف والرفق مع الخصم؟
الجواب: نعم يجوز ذلك, فهو مقدس من ناحيتين:
الناحية الأولى: من ناحية أنه عندهم مقدس؛ فإذا أراد ذلك فهذا لا إشكال فيه.
الناحية الثانية: أنه كتاب مقدس في الأصل ولكنه حرف، فمثلاً: كثير مما في التوراة -كالوصايا العشر مثلاً- هي مما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى في القرآن, وغير ذلك من الأحكام.
فهو مقدس من حيث أصله لا من حيث ما اعتراه من التحريف؛ فإذا أطلقت العبارة هذه فلا حرج فيها إذا كانت على هذا السبيل.
ومثل ذلك أن نقول: إن دينهم في جملته وأصله هو الإسلام، فدينهم كان على التوحيد, فموسى وعيسى عليهما السلام وغيرهم كلهم دعوا إلى توحيد الله تبارك وتعالى, وكلهم كانوا من أهل الجنة, كما في قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا))[البقرة:62]؛ فمثل هذه الآيات وأشكالها تدل على أهل الخير وأهل الصلاح وأهل الصدق منهم، سواء في ذواتهم أو في كتبهم؛ لكن بعد التحريف نحن لا نقره، فنحن نقر الأصل لا التحريف، وكذلك نقر ونشهد بالخير والإيمان والصلاح لمن كانوا على ما جاء به أنبياؤهم قبل أن يبدلوا دينهم.