آية الميثاق ذكرها الله في كتابه، وقرأها السلف الصالح والجميع عَلَى اختلافهم يقولون: هل كَانَ ذلك استخراجاً حقيقياً أو أنها مجرد الفطرة؟ وكلا القولين يؤدي إِلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أخذ إقرار بني آدم عَلَى التوحيد وفطرهم عليه، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أن كل إنسان يعرف الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالفطرة، وأنه قد بين ذلك وفصله وخلقهم عليه وقد أطال السلف في هذه المسألة، وممن أطال فيها أيضاً: شيخ الإسلام
ابْن تَيْمِيَّةَ رحمه الله تعالى في كتابه - العظيم المشهور الكبير -
درء تعارض العقل والنقل، حيث سرد الأقوال التي ذكرت فيها، والترجيح في ذلك، والرد عَلَى الفرقِ والمذاهب المخالفة.
ومعنى دليل الفطرة هو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
{ما من مولود إلاّ يولد عَلَى الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه} في روايات كثيرة ذكرها الإمام
مسلم رحمه الله تعالى، ورواها غيره.
لكن الإمام
مسلم رَحِمَهُ اللَّهُ فصل الروايات وذكرها عَلَى نسق،
{كل مولود يولد عَلَى الفطرة} وفي رواية
{عَلَى الملة} وفي رواية:
{ما من مولود إلاّ يولد عَلَى هذه الملة} والأدلة قطعية ونصية عَلَى أن الإِنسَان مخلوق ومفطور عَلَى ملة الإسلام.