المادة    
قال الطحاوي رحمه الله:
[ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله].
قال المصنف رحمه الله:
[يشير الشيخ رحمه الله إلى الكف عن كلام المتكلمين الباطل، وذم علمهم؛ فإنهم يتكلمون في الإله بغير علم وغير سلطان أتاهم: ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى))[النجم:23].
وعن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه قال: "لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه" وقال بعضهم: "الحق سبحانه يقول: من ألزمته القيام مع أسمائي وصفاتي ألزمته الأدب، ومن كشفت له حقيقة ذاتي ألزمته العطب؛ فاختر الأدب أو العطب" ويشهد لهذا: أنه سبحانه لما كشف للجبل عن ذاته، ساخ الجبل وتدكدك ولم يثبت على عظمة الذات. وقال الشبلي: (الانبساط بالقول مع الحق ترك الأدب).
وقوله: "ولا نماري في دين الله" معناه: لا نخاصم أهل الحق بإلقاء شبهات أهل الأهواء عليهم؛ التماساً لامترائهم وميلهم؛ لأنه في معنى الدعاء إلى الباطل، وتلبيس الحق، وإفساد دين الإسلام
] اهـ.
  1. موقف السلف من علم الكلام