المادة    
ثم يذكر شيخ الإسلام بشارة ثالثة فيقول: "ومثل هذا بشارة أخرى بمحمد صلى الله عليه وسلم، من كلام شمعون بما رضوه من ترجمتهم، وهو: (جاء الله بالبينات من جبال فاران، وامتلأت السماوات و الأرض من تسبيحه وتسبيح أمته) فهذا تصريح بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بالنبوة من جبال فاران، وامتلأت السماوات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته". وهذا كما نرى في عرفات كيف ترتفع أصوات الحجاج بذكر الله.
قال شيخ الإسلام: "ولم يخرج أحد قط، وامتلأت السماوات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته، مما يسمى فاران، سوى محمد صلى الله عليه وسلم".
فهل خرج أحد عندنا أو عندكم يا أهل الكتاب مما يسمى فاران، وارتفع التسبيح بصوته وصوت أمته غير محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولا يمكن لأهل الكتاب أن يجدوا جواباً على هذا، وهذا يدل على أن المبشر به هو محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم قال شيخ الإسلام: "فإن المسيح لم يكن بأرض فاران ألبتة، وموسى إنما كُلِّم من الطور، والطور ليس من أرض فاران، وإن كانت البرية التي بين الطور وأرض الحجاز من فاران، فلم ينزل الله فيها التوراة".