هي عبارة عن سلسلة من الحلقات المسجلة في (23 حلقة) للشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
وتصنف: كمادة عقدية فكرية تاريخية.
موضوعها: التصور السامي للكون والإنسان وحقائق الوجود وسنن التاريخ ومراحله، وملاءمتها للفطرة.
تحدث الشيخ في الثلاث الحلقات الأولى بإجمال عن مسيرة التاريخ البشري، ونشأة الكون والحضارة من خلال المناهج الثلاثة:
- الوحي المحفوظ المعصوم
- الوحي المختلط المحرف
- المنهج اللاديني على اختلاف مدارسه واتجاهاته.
مقارنا بين تلك المناهج من حيث الآماد والأبعاد التاريخية لمراحل البشرية الطويلة مهتما بالعلاقة بين الدين والتاريخ، وأهم ما نتج عن ذلك.
ومبينا كيف يمكن للعاقل المتجرد أن يجمع الحق مما جاء في الوحي المحرف وفي الاكتشافات التاريخية -العلمية اللادينية-؛ على أساس من الوحي المعصوم الذي يؤيده العقل الصريح والتجربة العلمية الصحيحة. ومن آتاه الله (الوحي) فإنه ينظر للتاريخ من خلاله ويسد الفجوات التاريخية بما هو حق، وموافق للفطرة ويتمشّى مع سنن الحياة والتاريخ، في عالم يكاد يؤمن بالأساطير ويقترب منها أكثر من غيرها ويسد الفراغ بها.
بعد الحديث المجمل –في الثلاث الحلقات الأولى- يتحدث عن التاريخ مع عرض أوسع للإشكالات وبيان أوفى للحقائق.
بدأ بقضية التاريخ وما قبل التاريخ باعتبارها أحد أهم قضايا الفكر البشري المؤثرة فيه بشكل كبير، وتتعلق بها نظريات عدة، كما ناقش نظرية التطور –بشقيها العضوي والمعرفي-، مبينا ضآلة المعرفة البشرية وهشاشتها إذا هي تجردت عن الوحي ومعرفته.
ثم تناول موضوع نشأة الحضارة.. هل وجدت مع الإنسان!؟ أو كانت بعده؟ مقارنا بين المناهج الثلاثة: الوحي المعصوم، والوحي المحرف، والمنهج اللاديني. كما حقق قضية أصل الحضارة ومصدرها، هل هي جزيرة العرب أم وسط آسيا أو أوروبا!!؟.
مبينا "مصدر المعرفة" الحقيقي (الوحي المعصوم) من خلال معالم كثيرة وشواهد تاريخية وحضارية، وموضحا منهج المعرفة الصحيح من خلال القضايا التاريخية الإنسانية الكبرى كحادثة الطوفان والتقويم وحساب الزمن والعمالقة.
محاولا بذلك الوصول إلى الحقيقة.. حيث نجد أنه ليس في الكتاب ولا في السنة ما يخالف الحق على الإطلاق! بل ما جاء في الكتاب وثبت في السنة الصحيحة هو حق مطلق، مهما تطورت العلوم فإنها تخدمه وتؤكده.
ثم تحدث في الحلقات 13-17 عن المعلم الثابت في التاريخ الإنساني وهو (النبوة)، والأنبياء والرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم الذين اختارهم الله تبارك وتعالى، وبعثهم إلى الأمم ليخرجوهم من الظلمات إلى النور. مبينا معنى النبوة وحقيقتها على ضوء المناهج الثلاثة.
وممهدا بذلك للحديث عن أبرز الأحداث في التاريخ العالمي.. وأهم النبوءات التي تحدث عنها الأنبياء؟! باعتبار أن النبوة إخبارا عن الغيب -كما في المنهجين الإسلامي والكتابي.
ثم بعد ذلك تناول سيرة الخليل إبراهيم عليه السلام باعتباره النموذج الأمثل والواضح في تاريخ النبوة والأنبياء عند أصحاب الملل الثلاث وغيرهم.
مؤكدا على أن عقيدة إبراهيم عليه السلام هي التي تجمعنا، وتجمع البشرية جميعا على توحيد الله تبارك وتعالى، وعلى هذه القبلة المشرفة المعظمة باستقبال بيت الله الحرام الذي تنطبق عليه الأوصاف الدقيقة المفصلة في كل كتب الله قديمها وحديثها.
ويجدر بنا التنبيه بأنه توقف عند رحلات إبراهيم عليه السلام في حديثه عن (النبوة والأنبياء) بعد الاصابة. وكان يعزم التفصيل في سيرة الخليل عليه السلام وتناول الأنبياء من بعده مرورا بالبشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأوصاف مكة عند أهل الكتاب، مع تناوله لتاريخ اليهودية والنصرانية مفصلا التحريف والضلال وابتداعهم في دينهم، والطوائف النصرانية على كثرتها واختلافها، وكذلك تاريخ الإسلام منذ فجره وبداية الافتراق وأصله وسببه وانحراف الفرق.. وصولا إلى عصرنا الذي طغت عليه اللادينية بسبب تحريف أهل الكتاب لأديانهم، وانحراف المسلمين عن دينهم؛ داعيا بذلك العالم أجمع إلى اتباع سنة المرسلين عليهم السلام ونور الوحي.