ظهور النازية والفاشية في أوروبا والعنصرية في أمريكا
فالنازية والفاشية -كما ذكرنا في أول الحديث- ظهرت نتيجة التأثر بالفكر التلمودي اليهودي، وكل ما فعله هتلر أنه قرأ ما في التلمود، فوجد الفكر اليهودي يجعل اليهود فوق الجميع، فأراد هتلر مضادة اليهود فقال: الألمان فوق الجميع، وأخذ كل الخصائص التي يدعيها اليهود وجعلها في الألمان، فربى القومية الألمانية على هذا الشيء، وتعاون معه وأفاد منه في نفس الوقت: موسوليني في إيطاليا ، وهو من الفاشية، وفي الطرف البعيد قامت اليابان على هذا المبدأ؛ ولذلك لما قامت الحرب العالمية كانت هذه الدول الثلاث تحارب بريطانيا و فرنسا ، ثم بعد ذلك دخلت أمريكا مع الطرف الأخير، وكانت النهاية التي تعلمون.فالفكر النازي هو بمعنى الفكر القومي، والفكر القومي الذي وجد في ألمانيا وما زال له جذور وبقايا إلى الآن، وكذلك في إيطاليا ، وحتى في فرنسا ، وفي هولندا ، وأتباعه هم أصحاب الرءوس الملساء أو الرءوس الحليقة، الذين يحلقون رءوسهم، ويغتالون ويقتلون كل ملون، وكل من ليس من أصل عرقهم، أو قوميتهم، أو لا يتدين بدينهم، أو لونه غير لونهم، فكونوا جمعيات وعصابات وجدت حتى في أمريكا هذه الأيام، وهذا خطر ما كانوا يتوقعونه؛ لأن أمريكا هي البلد الغربي الوحيد الذي لم يقم في أي مرحلة من تاريخه على فكرة القومية، وإنما كانت الفكرة العنصرية والجاهلية عند الأمريكان هي: فكرة اللون فقط، وأما القومية فلم توجد عندهم، فأي إنسان من أي بلد يأتي ويأخذ الجنسية، ويعيش كما يعيش غيره، بشرط أن يكون أبيض اللون.وتحاول القوانين في أمريكا أن تضيق الفجوة، وتحارب العنصرية الموجودة وراثة عند الأمريكان، فتحاربها، وتوجد المساواة بين الشعب على أساس أنهم دولة تقوم على مبدأ، وعلى فلسفة وليس على عنصر، فيوجد في الأمريكان الأصول اليونانية، والهندية، والفرنسية، والألمانية، والأيرلندية، والإيطالية، والعربية، والأفريقية.. وكل شعوب العالم تجد أن لها وجوداً في أمريكا ، ففوجئ الأمريكان هذه الأيام، ونشرت ذلك مجلاتهم: أنه يوجد عندهم أيضاً بعض النازيين المتشبعين بالفكر القومي، والذي يمثله أصحاب الرءوس الحليقة الملساء.