الطرَّقية: نسبة إِلَى الطرق، والطرق الصوفية من أسباب تدهور الْمُسْلِمِينَ في العقيدة؛ وفي الحياة والعلم؛ لأن الإيمان بهذه الحروز والهياكل يدمر العقيدة فيجعل الإِنسَان مشركاً يعبد ويخاف، ويرجو غير الله، ويقضي كذلك عَلَى الحياة؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شرع لنا الأسباب التي بها ندفع العدو، وبها نتقي الأمراض،
فالأمة التي لا تتعلق بهذه الخرافات تقوي نفسها وتعد ما استطاعت من قوة لمواجهة عدوها، وكذلك تتعلم ما ينفعها من العلوم كالطب وأمثاله، لكن عندما لجأوا إِلَى هَؤُلاءِ الطرُّقية أصبحوا يستدفعون الأعداء، ويستجلبون النصر عليهم بهذه الحروز والهياكل، فلا إعداد بعد ذلك ولا جهاد ولاصناعة حربية! لأن الأمر بيد هَؤُلاءِ الشياطين والعفاريت! فإذا قدم عليهم عدو توسلوا بقبر فلان ولاذوا بالولي فلان: كما قال قائلهم :
يا خائفين من التتر لوذوا بقبرأبي عمر
ويأتي
هولاكو بجيش عرمرم ويفعل تلك المجزرة الرهيبة، ويأتي
قازان ومن بعده بجيوش يدكون بها بلاد الْمُسْلِمِينَ، وهَؤُلاءِ يقولون: إذا خفتم من التتر لوذوا بقبر
أبي عمر! وما ذلك إلا لأنهم تركوا ما أمروا به
((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ))[الأنفال:60].
هكذا أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عباده المؤمنين وهكذا كَانَ أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده يمتثلون ذلك، فلم يكونوا يعلقون أحرازاً وتمائم ولو كانت من القرآن؛ لأنهم يعلمون أن هذه أمور لا تجوز ولأنها دمار الحياة والعقيدة.
وعندما تفشت الأمراض بين الْمُسْلِمِينَ في العصور الأخيرة كالجدري وغيره من الأوبئة وكانت تأخذ من النَّاس بالآلاف وربما بالملايين لم يأخذ الْمُسْلِمُونَ بالأسباب المشروعة كالأدعية الصحيحة، أو الرقى المشروعة، أو تعلم الطب الصحيح أو غيرها بل لجأوا إِلَى أصحاب الأحراز والهياكل، وتعلقوا بما يعطونهم من حروز وهياكل، بل واتبعوهم وامتثلوا أوامرهم التي تجانب الكتاب والسنة صراحة.