وحتى تصح وتسلم العبارة لا بد أن يلتزم إحدى العبارتين، فإن قال: وأهله فيه سواء، فقد التزم ما قاله متأخروا المرجئة الفقهاء ، وهذا مذهب باطل مردود ، وخرج عن كونه وسطاً متردداً بين أهل السنة وبين المرجئة ، وإن قال: وأهله يتفاوتون فيه، فقد خرج كلية عن كلام المرجئة المنسوب إلى الإمام وغيره، وأصبح موافقاً لـأهل السنة والجماعة ، فالفرع شرعاً ولغةً وعقلاً داخل في مسمى وفي حقيقة الأصل، فكيف تجعل الأصل واحداً وتجعل الفرع غير داخل، بغض النظر عن قضية التفاوت؟! لذا يجب أن تدخله في مسماه فتقول: إن اسم الإيمان يطلق على الأصل والفروع، ثم بعد ذلك إما أن تلتزم التفاضل أو لا تلتزم التفاضل، وفي كل منهما لنا جواب، فقد يلتزم عدم التفاضل فيكون ككلام الخوارج و المعتزلة ، إذ أن كل الأعمال عندهم إيمان، لكنها شيء واحد لا تفاضل فيه، وإما أن يقول: أهل الإيمان متفاوتون، فيصبح مثل أهل السنة والجماعة يتفاوتون في الفروع، بل يتفاوتون أيضاً في الأصل.