ومن مقويات الإيمان التي يحفظ العبد بها إيمانه التدبر والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وهذه من العبر العظيمة في الآيات المنزلة في القرآن التي يغفل عنها كثير من الناس، فقد أمرنا أن ننظر ونتفكر ونتدبر في آيات الله الكونية المشاهدة التي يراها من يقرأ ومن لا يقرأ، ولو أن العباد تفكروا فيها وتأملوها وتدبروها لأخذتهم هيبة وعظمة الله سبحانه وتعالى، وملأت قلوبهم من إجلال الله وتعظيم الله سبحانه وتعالى الذي يسبح له هذا الكون كله، فهو الذي جعل هذا الكون في غاية الاتساق والتناسب، وجعل هذا الكون بهذا الأحكام وهذا الإتقان: (( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ))[النمل:88]، (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ))[الملك:3].