وللقدر مراتب أربع:المرتبة الأولى: العلم، فيؤمن العبد بأن الله تبارك وتعالى يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. الثانية: الكتابة: فما يقع في هذه الدنيا قد علمه الله تبارك وتعالى وكتبه، فعندما خلق الله تبارك وتعالى القلم -وهو أول ما خلق- أمره أن يكتب، فكتب في الذكر كل ما هو كائن إلى قيام الساعة.الثالثة: المشيئة والإرادة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. الرابعة: الخلق والإيجاد، فما يقع إنما خلقه الله تعالى، ومن ذلك أفعال العباد. فالواجب على العباد في أمر الله تبارك وتعالى هو أن يذعنوا ويسلموا للأمر الشرعي، وأن يرضوا ويؤمنوا بالأمر الكوني القدري. وهذه الأمور التي ذكرها الإمام
هشام رحمه الله -وهي التسليم والرضا والتفويض والتوكل- جاءت في حديث أخرجه
البزار عن
ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (
خمس من الإيمان، من لم يكن فيه شيء منها فلا إيمان له: التسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله، والتفويض إلى أمر الله، والتوكل على الله )، وزاد خامسة ذكرها الإمام
أحمد في إحدى رواياته قال: (
والصبر عند الصدمة الأولى ) وهي داخلة في الرضا بالقدر لكن هذا الحديث ضعيف، وقد يكون من كلام
ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. والمقصود أن أركان الإيمان منها الأركان المعروفة، ومنها كذلك هذه الأركان الباطنة كما ذكر
ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.