فالمقصود: أن هذا وقع في هذه الأمة، وابتدأ النساء يلبسن ما لم يكن يلبس من قبل، وابتدأ الترف والغزل يدخل عليهم؛ حتى إن بعض هؤلاء يتورع أن يتغزل بالنساء وهن ذاهبات إلى المسجد، أو وهن يطفن بالبيت أو ما أشبه ذلك، فلما جاءت حادثة عبد الله بن الزبير وأمثاله، وما حدث في الحرة في المدينة وغيره؛ عادت الناس نوعاً ما، فالعقوبات ترجع الناس إلى رشدهم ولو شيئاً ما.
فالمقصود: أن فتنة الدنيا كانت من أعظم الأبواب التي فتحت، نسأل الله العفو والعافية، فبقدر ما فتح من الكنوز؛ فتح معها من الفتن، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم : ( والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم ).