شؤم خاتمة الكبر
قال شيخ الإسلام : (وكذلك الحديث المروي: ( لا يزال الرجل يذهب بنفسه، ثم يذهب بنفسه، ثم يذهب بنفسه حتى يكتب عند الله جباراً، وما يملك إلا أهله ) )، والحديث رواه الترمذي وحسنه؛ من حديث سلمة بن الأكوع .قوله: ( لا يزال الرجل يذهب بنفسه، ثم يذهب بنفسه ) هذا حال كثير من الناس، فإنه يذهب بنفسه، ولم يذهب به أحد، وليس هناك شيء يدعوه إلى الكبر، وإنما يخيل إليه أنه صار في منزلة كبار التجار والأثرياء، فيذهب بنفسه، ويصدق أنه قد أصبح في منزلة الأمراء، ثم يخطر على باله أنه قد صار في منزلة الملوك الجبابرة، وما عنده شيء! فهذا قد عشعش الكبر بداخل قلبه، فيكتب عند الله جباراً وما يملك إلا أهله، أي: ليس عنده شيء من دواعي الكبر والجبروت، ولا يستطيع أن يتحكم إلا في أهله، ولا يملك إلا بيته؛ ومع ذلك يكتب عند الله مع الجبارين الذين بطشوا بشعوب، وفتكوا بأمم، وتسلطوا على ملايين من الرقاب؛ لأن الدافع النفسي الداخلي لديه جعله يعيش وكأنه بطاش وجبار، وكأنه فرعون، وهو لا يملك شيئاً يتفرعن عليه إلا بيته.