يقول شيخ الإسلام: (وهذه سيرة المعتدلين من الأئمة في الأغنياء والفقراء، وهذا هو العدل والقسط الذي جاء به الكتاب والسنة، وهي طريقة عمر بن عبد العزيز ، و الليث بن سعد ، و ابن المبارك ، و مالك ، و أحمد بن حنبل وغيرهم في معاملتهم للأقوياء والضعفاء، والأغنياء والفقراء).
وهذا تقسيم عجيب جداً، وهو من فوائد شيخ الإسلام وهي كثيراً، ودائماً إذا قرأت له شيئاً فإنك تستفيد منه، فهو يذكر النماذج العملية في حياة السلف، فقد كانوا ثلاث طوائف: فطائفة كانت على الأمر الوسط؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون، فليس هناك أي تمييز، فكان هناك عدل بين الفقير والغني وغيرهم، ومعرفة فضل كل ذي فضل أيضاً، فلا غمط لفضل صاحب الفضل، ولا إجحاف مطلقاً، إنما مساواة وتقدير.
يقول: وعلى هذا كانت طريقة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه؛ فإنه لم يحاب الأغنياء على الفقراء، ولم يحاب الفقراء على الأغنياء، فينظر إلى التقوى، وإلى درجة الإنسان من ذلك.
وقد ذكر عمر بن عبد العزيز نموذجاً للخلفاء، وذكر الليث بن سعد ، و عبد الله بن المبارك و مالك ، و أحمد بن حنبل -رحمهم الله جميعاً- نموذجاً للعلماء، هؤلاء كانوا نموذجاً في ذلك يقدرون لكل إنسان قدره بغض النظر عن كونه فقيراً أو غنياً.