أصناف الناس من حيث الغنى والفقر
قال: (وكما أن الأقوال في المسألة ثلاثة؛ فالناس ثلاثة أصناف: غني، وهو: من ملك ما يفضل عن حاجته). هذا هو تعريف الغني، وأما نحن الآن فإننا نعيش في حالة الأغنياء، والملوك الكبار والخلفاء في تلك القرون لم يعيشوا في مثل ما نعيش فيه نحن اليوم: من النعمة، ومن الترف، والله المستعان، نسأل الله أن يرزقنا شكرها.قال: (وفقير، وهو: من لا يقدر على تمام كفايته، وقسم ثالث: وهو من يملك وفق كفايته؛ ولهذا كان في أكابر الأنبياء والمرسلين، والسابقين الأولين من كان غنياً، كإبراهيم الخليل).فإبراهيم الخليل عليه السلام أعطاه الله سبحانه وتعالى غنىً وثروة، ولذلك كان كريماً عليه السلام، فلما جاءته الملائكة في صورة بشر ما لبث أن جاء بعجل حنيذ، وهذا دليل على الكرم، ودليل على أن لديه ما يطعمهم ويقريهم. قال: (وأيوب)؛ فقد أعطاه الله تبارك وتعالى نعمة ومالاً بعد أن عافاه الله عز وجل قال: (وداود وسليمان) فقد أعطاهما الله تعالى من الملك العظيم ما يجعلهما من أعظم وأكبر أغنياء الدنيا، ومع ذلك فإنهم كانوا جميعاً شاكرين.ثم ينتقل إلى السابقين الأولين فقال: (وعثمان بن عفان ، و عبد الرحمن بن عوف ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد بن معاذ ، و أسيد بن الحضير ، و أسعد بن زرارة ، و أبي أيوب الأنصاري ، و عبادة بن الصامت ونحوهم ممن هو من أفضل الخلق من النبيين -يعني الأوائل-، والصديقين) يعني: الصحابة.