فأجاب شيخ الإسلام وقال: (قد تنازع كثير من متأخري المسلمين في الغني الشاكر والفقير الصابر أيهما أفضل، فرجح هذا طائفة من العلماء والعباد، ورجح هذا طائفة من العلماء والعباد، وقد حكي في ذلك عن الإمام أحمد روايتان.
وأما الصحابة والتابعون فلم ينقل عنهم تفضيل أحد الصنفين على الآخر).
أي: لأن الصحابة كانوا أفقه من أن تثور في أيامهم مثل هذه المسائل، أو يسألوا عنها.
قال: (وقالت طائفة ثالثة: ليس لأحدهما على الآخر فضيلة إلا بالتقوى، فأيهما كان أعظم إيماناً وتقوى كان أفضل، وإن استويا في ذلك استويا في الفضيلة، وهذا أصح الأقوال؛ لأن الكتاب والسنة إنما تفضل بالإيمان والتقوى، وقد قال الله تعالى: (( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ))[النساء:135]).