وجود التعصب الذميم في أوروبا وأمريكا وسلامة حال المسلمين في كثير من أمورهم من ذلك
وأما أوروبا و أمريكا فلا نجد إنساناً حكمهم ممن ينظر إليه على أنه خلاف لونهم، أو خلاف انتمائهم الوطني أو القومي، وأما المسلمون فإنهم حتى في مراحل الضعف، وفي مراحل الانحطاط تجد أنه ربما كان القادة والحكام من أبناء هؤلاء، فالمماليك اسمهم المماليك، وقد حملوا راية الجهاد سنوات طويلة، وهم فعلاً كانوا كذلك، وكان قبلهم كذلك كافور وغيره، وكان الأتراك والأكراد.. فما كان أحد يسأل، حتى إنك لو سألت الآن أحداً عن صلاح الدين ، أو عن نور الدين مثلاً فكثير من الناس لا يعرف أصلهما، ولا يهمه ذلك، وهذه القضية لا تغير نظرته إلى هؤلاء وغيرهم لا لوناً، ولا أصلاً؛ لأن هذه الأمور ليس لها قيمة حتى عند عامة الناس؛ إلا من كانت الجاهلية مغروسة فيه، أو أراد أن يثيرها ويبعثها ممن هم من أولياء الشيطان، وأما الواقع العام في الأمة في هذه الأمور أنه لا يوزن الناس بها، ولا ينظر إليها، ولا تعتبر.