التعصب من حيث الشعب والمجتمع
فإذا كان الإنسان من أبناء البلد أباً عن جد مثلاً فإنه يشعر كأن له ميزة، أو كأن له فضلاً على من قدم وسكن هذه البلاد، واستوطنها، وإن كان هذا الآخر ربما يكون في الأصل من أشرف الناس نسباً، وقد يكون في الأصل من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هاجروا إلى الهند ، أو إلى جاوة أو إلى المغرب ، ثم عادوا، فلم يتغير شيء، فقد هاجروا وعاشوا ورجعوا، فالمفروض أن تكون مكانتهم وقيمتهم النَّسَبية مكانها، ومع ذلك فالجاهليون من الطرف الآخر ينظرون إليه على أنه مهما بلغ، ومهما فهم، ومهما عمل فلا خير فيه، ولا ينظر إلى معيار التقوى.