ثم تأمل قوله صلى الله عليه وسلم: ( ويسعى بذمتهم أدناهم )، ولما أجارت أم هانئ من استجار بها قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ )، فحتى لو كانت امرأة تجير على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك نأخذ به، وأما الآن فلا يستطيع أي جيش، ولا أي قيادة في العالم أن تجعل أدنى فرد في الأمة يسعى بذمتهم جميعاً، ويعطي الأمان لأي واحد، فهذا مستحيل أبداً، فلا بد من القيادة العليا أن تراجع الوزارة، والوزارة تراجع أعلى مسئول؛ حتى يحصل هذا الشيء، وأما أن يكون الإنسان فعلاً دمه مكافئاً، وجواره مقبولاً على مستوى القائد الأعلى في الدولة الإسلامية فهذه حقيقة لا نقول لم يعرفها غير المسلمين، بل إلى الآن لم يصلوا إليها ولن يصلوا إليها، إلا في ظل الإسلام.