وهم الفخر وسراب الخيلاء
لقد جعل فخر الجاهلية وخيلاؤها -والعياذ بالله- أبا جهل يقول لـعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه عندما ارتقى على صدره، وهو غلام أو شاب من هذيل، وكان يرعى الغنم لقريش، ولكن الله عز وجل اصطفاه واختاره وجعله من علماء هذه الأمة الذين شهد الله تعالى لهم ورسوله صلى الله عليه وسلم بالعلم.فلما ارتقى على صدره قال أبو جهل : لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الضأن! فحتى وهو عند الموت، وفي حال الاحتضار يرى أن له فضلاً وعلواً ودرجة ومنزلة على غيره من الناس! فانظروا هذا الوهم الكاذب، وهذه الخيلاء وهذا الفخر الذي لا حقيقة له، فلا يستحق صاحبه أو المتفاخر به إلا أن يكون -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم- كذلك الجعل الذي يدهده القذر بأنفه، نسأل الله العفو والعافية والسلامة.