تفاوت التفاضل في العلم والإيمان
ولو نظرنا إلى تفاوت الناس في العلم مثلاً؛ فأكثر علماء النفس، أو علماء الطبيعة، أو عامة الخلق يظنون: أن العلم هو أكثر شيء يقع فيه التفاضل، فنقول لهم: لا، إن الإيمان أكثر من ذلك، والدليل على هذا: أننا لو جئنا بأكبر عالم من العلماء في أي مجال، وجئنا بإنسان بدائي تماماً؛ لكان هذا البدائي أن يتعلم حتى يصبح في درجة قريبة إلى حد ما من هذا العالم؛ بحيث يكون التفاوت بينهما محصوراً معدوداً، مع أن العلم أمر عظيم جداً ولا شك، والله سبحانه وتعالى قد جعل تفاوت الخلق فيه بما لا يخفى على عاقل، لكن حتى العلم يكون الأمر فيه في ذلك أقل منه في جانب الإيمان.