انتهاء القوميات في أوروبا والسعي إلى التوحيد
و أوروبا في هذه المرحلة قد عانت وذاقت الأمرين من الفكر القومي، والتمزق القومي، فجاءت وصدرت هذا الفكر إلى العالم الإسلامي؛ في حين أنها قد بدأت هي تكون التحالفات والتكتلات الأممية، وفوق الأممية -أي: العالمية- التي ظهرت في الحرب العالمية الأولى، ثم في الثانية، وبعد الحرب العالمية الثانية -كما تعلمون- انتهت القوميات في أوروبا واختفت، والآن يريدون إخفاء حتى الوطنيات تماماً، وتصبح أوروبا أمة واحدة ليس فيها الوطنية فضلاً عن القومية.فهم قد ذاقوا مرارة القومية، فأرادوا أن يصدروها لتفكيك العالم الإسلامي، فظهرت الدعوة الطورانية أو التركية، وأرادت أن تفرض اللغة التركية على جميع العرب، وفي المقابل ظهر الدعاة القوميون العرب، وأكثرهم من النصارى ، ثم تبعهم الشيعة ، و الدروز وأمثالهم، ويقولون: العروبة، واللغة العربية، والأمة العربية، وكل منهم يحارب ويعادي الآخر.