سبب وجود هذه العصبية في التلمود اليهودي
والتلمود كتب في بابل ، وبابل هي المدينة المشهورة في العراق ، والتي كانت مقر حكم الفرس: بختنصر ومن معه، وقد سبوا اليهود إلى بابل ، فـاليهود كانوا في ظل ظروف الأسر والضيق، فهم مأسورون مقهورون للفرس، وعندهم شعور بالاستعلاء، وأن الله اصطفاهم واختارهم، وأن هؤلاء وثنيون مشركون، وفي نفس الوقت هم يعيشون تحت قهرهم؛ فكتبوا التلمود في ظل هذه الظروف، فكانت فيه روح الاستعلاء مع الشعور بالذلة، إلا أنه كتب بلهجة الاستعلاء والكبر، واحتقار جميع الشعوب، والعداوة لهم، فأي إنسان كائناً من كان من غير اليهود لا حرمة له عندهم، كما أنهم كانوا لا يرون أي حرمة أو تقدير لهؤلاء الذين أسروهم، وقهروهم، وسلبوهم ملكهم، وآذوهم وعذبوهم.فالنفس الانتقامية لدى اليهود هي التي كتبت هذا التلمود ، وعندما تحرروا أيضاً من الأسر البابلي ودخلوا وانتشروا في أوروبا وغيرها؛ كان النصارى يضطهدونهم اضطهاداً شديداً؛ لأنهم يعتبرونهم قتلة المسيح ، و المسيح عند النصارى هو الرب، فهؤلاء هم قتلة الرب الذين صلبوه، وقبل ذلك كذبوه.. إلى آخره، فأخذ النصارى يتفننون في تعذيب اليهود ، فازداد اقتناع اليهود بما في التلمود كما كان الحال في بابل ، وكانوا يكتبون عبارات شنيعة جداً في المسيح عليه السلام لكن لا يضعونها؛ لأن التلمود في الأصل كتاب سري، فلا يطلع عليه غير اليهود ، فكانوا يكتبون هذه العبارات ويضعون مكان اسم مسيح علامات، أو نقاط، أو مربعات، أو مثلثات؛ حتى لا يذكروه، لكن الحبر عندما يقرؤه عليهم فإنه يقول لهم: إن المقصود هم المسيحيون، أو المسيح، ثم بعد ذلك عمم على غير النصارى في خارج أوروبا .وبهذه الروح كان اليهود -ولا يزالون- ينظرون إلى غيرهم من الشعوب؛ ولهذا لا يرون لأي أمة فضلاً عليهم مهما أعطتهم، أو أنفقت أو أغدقت عليهم، أو وقفت معهم؛ لا يرون لها أي فضل؛ لأن هذه الأمة وما ملكت هي ملك لليهود أصلاً؛ ولأن الله تعالى أراد أن تكون ملكاً لليهود ، فمهما فعل بهم الناس، أو أسدوا إليهم من معروف فالفضل لا يزال لهم؛ لأنهم هم الأصل، ومن عداهم فلا قيمة له.