وهذا عهد الدولة العثمانية، وهي لا تمثل حقيقة الإسلام في عدله وإنصافه، وإنما في جانب أن الله تعالى كفل لهم أن يعيشوا في ظل الدولة المسلمة، فكانوا يعيشون عيشة لا يحلم بها البروتستانت في ظل أي دولة كاثوليكية في
أوروبا ، فما بالك بعهد النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين؛ عهد العدل، وقد قيل: إنه لما مات
عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه جزع
النصارى عليه كما جزع المسلمون، وهذه مشاعر إنسانية؛ لأن هذا الرجل أنصف كل الناس، وأحاط بالعدل جميع الناس، ورفع الظلامات التي أحدثت عليهم، لكن هذه المظالم لا تعادل شيئاً بالنسبة إلى ما كانوا يعانونه في عقر دارهم، أو ما يعانيه إخوانهم بنو دينهم في
أوروبا .ولذلك لم يحدث -على كثرة ما حاولوا- تآلف بين
النصارى المقيمين هنا في العالم الإسلامي، مع نصارى
أوروبا إلا في العصر الحديث عندما أتوا بالجنرال
يعقوب في
مصر ، ثم انتهت بالبابا
شنودة وأمثالهما من الحاقدين، فأي واحد منصف من
نصارى الشرق لا يتعاون مع الغربيين ضد المسلمين؛ لأنه يرى أن التاريخ الطويل كله كان تاريخ عدل وإنصاف، لا يحلمون به في ظل أي إمبراطورية، ولا في ظل أي حكم آخر.هذه خلاصة سريعة جداً ومضغوطة، وإلا فالكلام في هذا كثير جداً، وقد أردنا أن نبين للناس فضل هذا الدين وأسبقيته، التي قررها الله تبارك وتعالى فيما يسمى بحقوق الإنسان، وكيف أن الناس كلهم سواء، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم.والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله صحبه أجمعين.