معرفة المسلمين لعلم النجوم وحياة البحار وجهل الأوروبيين بذلك
وكان المسلمون يعرفون النجوم، وحياة البحار، وكل العلوم التي لا يستطيع الغربي أن يفهمها أو يستوعبها، وأضرب لكم مثالاً على ذلك: فلم يحصل أن المسلمين إذا أرادوا أن يحجوا من المغرب إلى مكة فإنهم يدورون حول أفريقيا حتى يصلون إلى جدة ، ويستحيل أن يخطئ أي بحار مسلم، أو يأتي الحجاج من أندونيسيا أو من جنوب الهند فيصلون إلى جدة ، فكل الناس يحجون، فلا يستطيع التاريخ أن يثبت لنا أن بحاراً مسلماً أخطأ فوصل إلى أمريكا مثلاً.وأما الغربيون فقد اكتشفوا أمريكا بالغلط؛ لأنهم جهلة بخطوط الملاحة، وجهلة بالبحار، وجهلة بالنجوم والكواكب، زعيمهم يريد الهند ، ونزل في أمريكا ؛ مع أنه قد سبق له أن ذهب إلى الهند ، فهذا من جهلهم وليس هو علامة حضارة، فاكتشاف أمريكا نفسه دليل على جهل الحضارة الغربية وانحطاطها، وكان في إمكانها أن تستفيد من المسلمين، ولهذا لما جاء فاسكو دي جاما وقد كان من الأندلس ، وكان معه ملاح مسلم استأجره، فجاء إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا ، ثم سلك الطريق العادية التي يسلكها المسلمون دائماً وحتى أوصله إلى الهند ، فاعتبرت أوروبا من أعظم الاكتشافات في العصر الحديث: اكتشاف رأس الرجاء الصالح ، وهو مكان يسلكه المسلمون دائماً، فنجد في تاريخ الصف السادس الابتدائي مثلاً: أنهم اكتشفوا رأس الرجاء الصالح ؛ وكأننا لم نعرف الدنيا، ولم نعرف الطريق إلا عن طريق الغربيين.