ومثل الحيل التي صنعوها وضعوها بالصورة التي يسمونها: الإيقونه بـ
صيدا ، فالشيخ يقول -وهذا من عدله رحمه الله- وهذا عند
النصارى ، ونحن و
الصوفية وغيرهم متفقون على أنه لا يمكن أن يكون في
النصارى ولي لله، ولا في
اليهود ، ولا في
الهندوس .ومعنى ذلك: أنهم مشتركون، فلو وقع أحد من هذه الأمة في الشرك والدجل والضلال فليس معنى كونه ينتسب إلى هذه الأمة؛ أن يكون ذلك كافياً في أن نصدق كل ما يقول، بل نعتقد أن الشيطان الذي لبس واحتال على أولئك هو أيضاً يعمل العمل مع هؤلاء، فإذا حكمنا على أهل الكتاب بالكفر والضلال، وقلنا: إنه لا يمكن أن يكون هذا العمل من الأولياء؛ فكذلك يجب أن نعتقد ذلك في حق من يفعله وإن كان من هذه الأمة؛ لأن الشيطان واحد، وهو يلبس على كل الأمم.قال أيضاً: وكذلك أهل الإلحاد والمبدلين لدين محمد صلى الله عليه وسلم يتخذون ديناً لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعلونه طريقاً، وقد يختارونه على الطريق الذي شرعه الله، مثل أن يختاروا سماع الدفوف والشبابات على سماع كتاب الله.وهؤلاء هم
الصوفية كما هو معلوم، والشيخ لا يذكر الاسم أحياناً، قال: فقد يحصل لأحدهم من الوجد والغرام الشيطاني ما يتلبسه معه الشيطان؛ حتى يتكلم على لسان أحدهم بكلام لا يعرفه ذلك الشخص).وهذا كما هو مشاهد الآن أن الشيطان يتكلم بعلم لا يعرفه المتلبس به من الإنس، فقد يكون عامياً أمياً لكن الشيطان الذي يدخل فيه يتكلم بعلوم لا يعرفها هذا العامي، بل ربما تكلم بلغة لا يتكلمها هذا العامي؛ فقد يتكلم بالإنجليزية، أو يكتب حروفاً بالإنجليزية، أو بالألمانية، أو بأي شيء بحسب لغة ودين الجني، والناس يرون هذا ويتعجبون، فهذا حق وموجود.قال: (كما يتكلم الجني على لسان المصروع ويخبرهم بما في نفسه) وقد يكون ذلك من الشيطان، فإذا فارق الشيطان ذلك الشخص لم يدرِ ما قال، فإذا قيل له: أنت قلت كذا وكذا؛ يقول: لا أدري، وهو فعلاً لا يدري؛ لأنه لم يتكلم، ولم يعمل أي شيء، والجني الذي تلبس به هو الذي عمل ذلك كله.قال: (ومنهم من يحمله الشيطان أمام الناس في الهواء، ومنهم من يشير إلى بعض الحاضرين فيموت، أو يمرض، أو يصير مثل الخشبة، ومنهم من يشير إلى بعض الحاضرين فيتلبسه الشيطان، ويزول عقله حتى يبقى دائراً زماناً طويلاً بغير اختياره، ومنهم من يدخل النار ويأكلها، ويبقى لهيبها في بدنه وشعره.ومنهم من تأتيه بدراهم تسرقها الشياطين من بعض المواضع، ثم من هؤلاء من إذا فرق الدراهم على الحاضرين أخذت منهم) وهذا مما يدل على حيلهم وكذبهم، فهل هذه الدراهم أخذت منهم حقاً، وهي دراهم حقيقية تأخذ من جيوب من أعطاهم، أم أنه سحر للعيون؟! فهذه الدراهم وزعوها عليهم، ووضعوها في جيوبهم، فلما ذهبوا إلى بيوتهم وخرجوا من عندهم؛ لم يجدوا فيها أي شيء، وهذا واقع الآن كثيراً.