ثم بعد ذلك يتكلم الشيخ عن الدجال فيقول: هذا الدجال الكبير الذي يأتي في آخر الزمان؛ يأتي بمثل هذه الخوارق والعجائب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإن دجالين أقل منه يأتون بخوارق من جنس دجلهم، وعلى قدر دجلهم، وعلى قدر من يصدقهم من الناس، فهذا الدجال لا يكتفي بدعوى النبوة، وإنما يدعي الربوبية مع أنه مكتوب بين عينيه: كفر، ومع أنه أعور وربنا تعالى ليس بأعور، لكن يلبس على الناس بهذه الخوارق فيتبعه أكثر الخلق، فلا ينظرون إلى حقيقته من كونه بشر أعور، ومكتوب بين عينيه هذا الشيء، وإنما ينظرون إلى الخوارق؛ لأن الله تعالى يريد فتنتهم به، (( وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ))[المائدة:41]، فهم يرون الخوارق التي يأتي بها فيعتقدون أنه صادق في دعوى الربوبية؛ فيتبعونه، ويظنون فيه ذلك، هذا هو الدجال الكبير، وكذلك الدجالون الذين من دونه.