يقول الشيخ: (وكثير من الناس تحمله الجن إلى مكان بعيد، فتنقل كثيراً من الناس إلى عرفات وغير عرفات ، وإذا رئي أحد من هؤلاء في غير بلاده: يكون تارة محمولاً، وتارة قد تصورت على صورته، ولا يكون هذا من أولياء الله المتقين الذين لهم كرامات، بل قد يكون من الكافرين أو الفاسقين، وأعرف من ذلك قصصاً كثيرة جداً ليس تفصيلها في هذا الموضع).
ففي أيامهم كان ذلك كثيراً، وربما الآن مع الماديات والحسيات وهذه والوسائل التي هيأها الله للاتصال؛ أصبح هذا الشيء لم يعد خارقة بالشكل الكبير، لذلك قلّت تلك الظواهر، وأما قديماً فقد كان الناس يعظمون هذا الشيء جداً، ويتناقلون هذه الأخبار كثيراً، فالشيخ يقول: إن الجن تحملهم وتنقلهم من مكان إلى مكان.
يقول الشيخ: وعند المشركين والنصارى من ذلك شيء كثير جداً يظنونه من جنس الآيات التي للأنبياء، وهذه مصيبة هؤلاء ومن تبعهم من هذه الأمة.
قال: (وإنما هي من جنس ما للسحرة والكهان)، فهم يقولون: إن كل ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من معجزة فمن الممكن أن يعطاها الولي؛ كرامة، فعندها يدخلون كل هذه الأمور في باب الكرامات، ويقولون: إن هذا دليل على أن الولي متبع للنبي صلى الله عليه وسلم، فالله أعطى للولي هذه الآية كما أعطى للنبي تلك المعجزة، وكل ما ثبت للولي فهو أيضاً دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.